الخدمات اللوجستية في قطاع التجزئة
شهد قطاع التجزئة نمواً غير مسبوقاً خلال السنوات الأخيرة بالرغم من تداعيات أزمة كوفيد-19، حيث سجّلت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة زيادة بنسبة 5.3% على أساس شهري في يناير 2021، وارتفاعاً بنسبة 7.4% مقارنة بشهر يناير 2020. وتُعتبر خدمات النقل اللوجستية ضروريةً في ظل المشهد التنافسي السائد لضمان حصول العملاء على منتجات عالية الجودة في الوقت المحدد.
ويتيح الاستثمار في إدارة العمليات اللوجستية المتكاملة لشركات التجزئة شحن البضائع بوتيرة أسرع وتجنب الأخطاء الشائعة وتعزيز رضا العملاء. ومع ذلك، ينبغي إدراك التحديات التي تواجهها شركات التجزئة عند التخطيط لسلاسل الإمداد الخاصة بهم والخيارات المتاحة لنقل البضائع بسلامة وأمان.
أهمية خدمات النقل اللوجستية في قطاع التجزئة
يجب على شركات التجزئة الراغبة في تحقيق أسبقية تنافسية وتنمية أعمالها السعي للتميّز، حيث يتوقع العملاء الحصول على خيارات شحن أسرع وأقل تكلفة مع نمو التجارة الإلكترونية والتوافر الواسع لتجارة التجزئة عبر الإنترنت، إلى جانب بحثهم عن شركات تراعي الاستدامة.
ويمكن للحلول اللوجستية المتكاملة أن تساعد في مثل هذه الحالات، إذ يوفّر خبراء الخدمات اللوجستية الخارجيين العديد من الخدمات لشركات التجزئة، والتي تشمل ما يلي:
- تخطيط النقل
- إدارة سلسلة الشحن
- تقييم سلسلة الإمداد
- طلبات الشراء وإدارة الموردين
- التغليف المحلي
- الخدمات اللوجستية للتجارة الإلكترونية
- تحليل الاستدامة
- استخدام الحاويات وتحسينها
- وضع ملصقات التعريف بالمنتجات والسعر
- تحليل البيانات وإعدادها
تساهم خدمات النقل اللوجستية وإدارة سلسلة الإمداد العالمية في مساعدة تجار التجزئة وفق آليات مختلفة، بما فيها تعزيز رضا العملاء وتقليل تكلفة النقل.
التوصيل في الوقت المناسب
تضمن خدمات النقل اللوجستية التسليم في الوقت المناسب، سواء أرادت شركة التجزئة شحن المنتج مباشرةً إلى أحد العملاء أو إرسال البضائع إلى أحد مواقع البيع بالتجزئة. واكتسبت عمليات الشحن السريعة أهمية متزايدة في قطاع التجزئة، خاصة عند الشحن مباشرة إلى العملاء. وأشار تقرير السوق 2020 إلى عدول 46% من العملاء في الولايات المتحدة عن عمليات شراء عبر الإنترنت بسبب زمن الشحن الطويل أو عدم اطلاعهم عليه.
وينتاب العملاء الذين ينتظرون عدة أيام أو أسابيع لاستلام منتجاتهم شعوراً بعدم الرضا، مما يؤثر سلباً على شركات التجزئة في كسب ولاء العملاء. ويُظهر بحث خاص بدراسة سوق أخرى أن 32% من العملاء يتوقفون عن الشراء من علامة تجارية معينة بعد تجربة سيئة واحدة.
وتُعزز شركات التجزئة قدرتها على الاستجابة لطلبات العملاء من خلال توفير خدمات لوجستية منظمة بشكل احترافي، وتطبيق حلولها ضمن سلاسل الإمداد الخاصة بهم لضمان الشحن الآمن والسريع، وتخزين المنتج في مراكز توزيع قريبة من العملاء، وتطوير آليات التسليم المباشر للبضائع، وتقليل الأخطاء وتحسين تجربة العملاء.
الوصول إلى رؤى خاصة بتعزيز القيمة
لا تقتصر مساهمة خبراء العمليات اللوجستية في قطاع التجزئة على حلول النقل والتخزين المادي، حيث تقدم العديد من الشركات نظاماً متطوراً لإدارة النقل من شأنه مساعدة شركات التجزئة على التوصل إلى رؤى مهمة حول سلاسل الإمداد الخاصة بهم، مثل مواضع الأخطاء المتكررة وحالة المخزون. وبالتالي، تتيح لهم تحديد المجالات القابلة للتطوير وتقليل هدر الموارد وزيادة توافر المنتجات لتلبية طلبات العملاء.
وتساعد هذه الرؤى شركات التجزئة على تعزيز قيمة أعمالهم. كما يمكن للعملاء الاعتماد على شركات تجزئة معينة للحصول على منتجات عالية الجودة، نظراً لدور الخدمات اللوجستية في تحسين توافر المخزون. ويعود توظيف هذه الرؤى في تحسين عمليات شركات التجزئة الداخلية بفائدة كبيرة على العملاء، بينما يضمن تقليل الأخطاء خلال العمليات اللوجستية الحد من احتمال حصول العملاء على منتج خاطئ أو معيب أو الفشل في التسليم، مما يعزز رضا العملاء.
خفض التكاليف
تُسهم إدارة سلسلة الإمداد في توفير أموال الشركات. وتتيح الأفكار المستمدة من الحلول اللوجستية لشركات التجزئة تحديد مجالات تقليل التكاليف وتوليد عوائد جديدة، كما تساهم الاستعانة بخبراء العمليات اللوجستية الخارجيين في تحقيق وفر كبير في تكاليف النقل والتخزين الداخلي.
وتساهم الخدمات اللوجستية في الحد من الهدر من خلال وضع خطة واضحة للتخزين والتعبئة وشحن المنتجات، كما يتيح وجود نظام متكامل للخدمات اللوجستية تخلص شركات التجزئة من حالات الغموض في ما يتعلق بإدارة السلسلة وتحديد خيارات النقل الأكثر كفاءةً وفعالية من حيث التكلفة لمنتجاتهم، بالإضافة إلى تطبيق حلول لوجستية عكسية تساعد على استرداد المنتجات المرتجعة بمعدل أسرع وأكثر كفاءة.
معرفة خيارات النقل في سلسلة توريد قطاع التجزئة
تواجه شركات التجزئة بعض الصعوبة في اختيار أسلوب النقل المناسب لشحن منتج ما. وبينما تتوفر خيارات متعددة لنقل المخزون، بدءاً من الشاحنات والقطارات ووصولاً إلى الطائرات والسفن، يناسب كل خيار حالات مختلفة، حيث يوفر مزايا فريدة بالاعتماد على نوع البضائع التي تريد الشركة شحنها. وهنا يأتي دور خبراء قطاع الخدمات اللوجستية في مساعدة شركات التجزئة على اختيار حل النقل الأمثل لمنتجاتهم وتقليل الهدر وتحسين الكفاءة.
الشحن الجوي
يتوفر الشحن الجوي في معظم المواقع، ويشكّل خياراً مثالياً لنقل البضائع بسرعة ولمسافات طويلة. وتُعتبر البضائع القابلة للتلف والوثائق المرتبطة بالوقت والشحنات الدولية من أهم المواد التي يُفضل نقلها جواً.
وتنتشر آلاف المطارات المجهزة لشحن البضائع في جميع أنحاء العالم، مما يؤدي إلى ازدهار هذا الخيار الذي يوفر لشركات التجزئة العديد من الفوائد، ومنها:
- مواعيد ثابتة وموثوقة
- عمليات نقل سريعة
- مستويات أمن معززة
- الحد الأدنى من مناولة المنتج
ويُعد النقل الجوي أحد خيارات نقل البضائع ذات القيمة العالية، حيث تفوق تكاليف وقود الطائرات قيمة وقود الشاحنات أو السفن أو السكك الحديدية. وقد تتكبد شركات التجزئة نفقات إضافية نتيجة رسوم المناولة الخاصة ونقاط التفتيش والصيانة والتحويلات والرسوم الأمنية الإضافية.
وتفرض شركات النقل الجوي شروطاً خاصة بنوع وحجم ووزن المنتجات التي يمكنها شحنها، مما يمنع بعض شركات التجزئة من نقل بضائعهم التي لا تلبي تلك الشروط جواً.
الشحن البري
شكّل الشحن البري أكثر من 54% من إجمالي خدمات الشحن بين الولايات المتحدة وكندا في يناير 2020، وفقاً لـ مكتب إحصاءات النقل. ويُعتبر النقل البري بالشاحنات مثالياً لنقل شحنات صغيرة ومتعددة مباشرة إلى شركات أخرى أو مستودعات أو منازل العملاء. ويعتبر النقل البري مناسباً لشركات التجزئة التي تقع في معظم الأحيان على مسافة قريبة من الطرق السريعة مقارنة بالموانئ أو السكك الحديدية.
ويوفر النقل بالشاحنات مجموعة من المزايا، ومنها:
- عمليات شحن متكاملة
- تكاليف منخفضة مقارنة بالنقل الجوي والبحري
- عدد أقل من القيود المفروضة على المنتجات
- تتبع أسهل بفضل أنظمة الملاحة المدمجة
ومع ذلك، تتمتع شركات التجزئة بمستوى محدود من التحكم في خيارات النقل البري مقارنة بأنواع الشحن الأخرى. فعلى سبيل المثال، تتعرض الطرود للتلف داخل الشاحنة سريعة الحركة أكثر من السفن ذات الحركة البطيئة. ونظراً لكثرة المعوقات التي تسبب تأخير الشحنات البرية، مثل ظروف الطريق السيئة أو سوء الأحوال الجوية، تُعتبر طريقة النقل هذه مثالية لشركات التجزئة التي لا تتأثر سلباً بعمليات الشحن الطويلة.
النقل البحري
يُعد النقل البحري خيار نقل شائع لدى شركات التجزئة التي تشحن بضائعها إلى وجهات عالمية مختلفة أو تحتاج إلى نقل شحنات كبيرة ومعقدة، حيث يمثل طريقة النقل المعتمدة لـ 80-90% من التجارة العالمية، كما يتيح لشركات التجزئة شحن كميات وأحجام أكبر وبتكاليف أقل، نظراً لمقدرة السفن الاستيعابية الهائلة مقارنة بالطائرات والشاحنات.
وتشمل المزايا الإضافية للنقل البحري ما يلي:
- سعة أكبر من ناحية الحجم والوزن
- تكاليف وقود أقل مقارنة بالنقل الجوي
- العمل وفقاً لجدول زمني محدد، وتقليل مشاكل التأخير
- الحد الأدنى من المناولة وتعزيز سلامة الشحنات
ومع ذلك، قد لا يُمثّل النقل البحري الخيار الأفضل من حيث التكلفة أو التوافر لشركات التجزئة، إذ تصبح تكاليف النقل بالسفن باهظة في حال عدم توافر مستودعات قريبة من أحد الموانئ. ورغم أن السفن تحمل كميات كبيرة من المواد، إلا أنها تسير بسرعات بطيئة للغاية مقارنة بطرق النقل الأخرى.
النقل متعدد الوسائط
تتطلب الشحنة في بعض الحالات خيارين أو أكثر من خيارات النقل قبل الوصول إلى وجهتها النهائية. فعلى سبيل المثال، قد تحمل شاحنة أو قطار أحد المنتجات إلى الميناء، ومن ثمّ يقوم العمال بنقل حاويات الشحن إلى السفينة. ويبقى المنتج عادة خلال الشحن متعدد الوسائط إما داخل نفس الحاوية أو يتم تجميعه ونقله من حاوية إلى أخرى.
ويُعتبر هذا النوع من النقل مثالياً للشحنات غير المرتبطة بموعد تسليم قريب والتي تتطلب النقل لمسافات طويلة. ويمكن للشركات التي توفر خدمات النقل اللوجستية مساعدة شركات التجزئة على ضمان امتثال منتجاتهم لجميع متطلبات وسائل النقل المختارة.