6 عوامل تجعل التجارة الإلكترونية في دول الشرق الأوسط مختلفة عن غيرها
مع ارتفاع معدلات انتشار الإنترنت والتركيبة السكانية للشباب وإدراكهم التكنولوجي، أصبح الشرق الأوسط على وشك طفرة التحول إلى التجارة الإلكترونية. ووفقاً لتقرير أصدرتهBusiness Monitor International ، حديثاً، ستصل قيمة التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 48.6 مليار دولار بحلول عام 2022، ارتفاعاً من 26.9 مليار دولار في عام 2018.
تختلف دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيما بينها بشكل كبير. هناك اختلافات كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي والدخل المتاح وحجم السكان وتفضيلات المستهلك، ولكن هناك أيضاً سمات مشتركة تحدد شكل التجارة الإلكترونية وقد تعوق مواقع التجارة الإلكترونية التي تتطلع إلى التوسع ودخول المنطقة.
هشاشة نموذج حقوق الامتياز
يعرف المستهلكون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العلامات التجارية العالمية معرفة وطيدة، والتي عادة ما تكون متاحة من خلال المتاجر والمنافذ التي تديرها شركات محلية تمتلك حقوق الإمتياز من أصحاب تلك العلامات. وفي معظم الحالات، لا يملك أصحاب الإمتياز حقوق البيع عبر الإنترنت. فعلى سبيل المثال، يتم تشغيل متجرReebok في دولة الإمارات العربية المتحدة بواسطة شركة الفطيم، وهي المالك المحلي للعلامة التجارية (NBO) . ومع ذلك، لا يمكن لمعظم أصحاب الإمتياز المحليين البيع عبر الإنترنت لأن مبيعات التجارة الإلكترونية هي حق حصري لمالكي العلامات التجارية العالمية .(GBOs) قد تجد العلامات التجارية التي تحاول النمو والإستثمار من خلال البيع عبر الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نفسها على خلاف مع أصحاب الإمتياز إذا أثرت المبيعات عبر الإنترنت سلباً على عمليات الشراء داخل المتجر. تحتاج العلامات التجارية الغربية وأصحاب الإمتياز المحليون إلى تفكير جديد إذا أرادوا معرفة كيف يمكن لاستراتيجيات المبيعات داخل المتجر وعلى الإنترنت أن تكمل بعضها البعض.
الإرتباك الذي يسببه النظام البريدي
لدى الدول صاحبة الخبرة الطويلة بالتجارة الإلكترونية أنظمة بريدية تطبق رموزاً سهلة ومتطورة تتيح المجال للتسليم بشكل سلس. وذلك لا ينطبق على العديد من الدول في الشرق الأوسط. في بلدان مثل لبنان، يحدد السكان عادة أماكن إقامتهم من خلال القرب من مواقع مشهورة في المنطقة - كالمطاعم والمساجد والتقاطعات والمعالم الطبيعية، وما إلى ذلك. عدم وجود رموز بريدية ثابتة هو نتيجة استمرار تطبيق نظام قديم للعناوين لم يتم تطويره. كما يمكنك أن تتخيل، فإن تحديد عنوانك بالقرب من "مطعم هارديز" لا يساعد البائع على تقديم خدمة فعالة عبر الإنترنت. ظهور علامات تحديد الموقع الجغرافي والترميز الجغرافي هي الحل وقد بدأت تأخذ مكانها فعلياً.
الدفع النقدي لا يزال مسيطراً
يستمر خيار الدفع النقدي عند التسليم الأسلوب المفضل لدى المستهلكين في الشرق الأوسط، وهو أمر غير فعّال ويعتبر بمثابة مشكلة للبائعين عبر الإنترنت. وبينما ينتشر تداول بطاقات الخصم والائتمان على نطاق واسع، يستمر العديد من المستهلكين في إبداء قلقهم بشأن مشاركة بياناتهم المصرفية عبر الإنترنت. هناك أيضاً مشكلة الوصول إلى بوابات الدفع الشهيرة عبر الإنترنت مثلPaypal ، والتي لا تتوفر في جميع الدول العربية. ففي بعض الحالات، لا يتم قبول بطاقات الائتمان الصادرة عن بنوك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للدفع عبر الإنترنت من قبل جميع البائعين وذلك بسبب العقوبات أو القيود التي تفرضها الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.
ضعف الثقة
على صعيد متصل، يوجد ضعف كبير في الثقة بين المشترين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عندما يتعلق الأمر بشرعية البضائع والبائعين. الأسواق السوداء المزدهرة والأسواق الرمادية، إلى جانب قوانين حماية المستهلك الضعيفة، جعلت المستهلكين يشعرون بالقلق من الشراء عبر الإنترنت. ولا تزال السلع المقلدة تغمر السوق الأمر الذي يشعر الناس بالقلق من التعرض للخداع. حيث يفضلون رؤية البضائع والتحقق منها قبل أن أن يقوموا بالدفع، الأمر الذي يجعلهم يفضلون الدفع عند الاستلام. بالإضافة إلى ذلك، فإن فكرة استرداد الأموال بالكامل أمر نادر الحدوث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يتخذ العديد من البائعين أيضاً موقفاً متشدداً. كما تلاحظ شركة Gartner للأبحاث والاستشارات، فإن 15% فقط من الشركات في المنطقة لها وجود على الإنترنت.
التباين الثقافي
تعتبر التجارة الإلكترونية جذابة للمستهلكين لأنها تفتح عالم من الخيارات: منتجات وخدمات لم يتمكنوا سابقاً من الوصول إليها. لا يغير هذا حقيقة أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تظل محافظة اجتماعياً وثقافياً، لذلك غالباً ما يتم عرض اتجاهات الموضة والأذواق في الأفلام والكتب والمحتويات الأخرى بشكل مختلف. فليس كل ما يلاقى النجاح في الولايات المتحدة أو أوروبا قد ينجح بالضرورة في الشرق الأوسط. فعلى سبيل المثال، كان على الماسكارا التي تحظى بشعبية كبيرة من قبل شركة Two Faced تغيير اسمها لسوق الإمارات العربية المتحدة من Better than Sex إلى Better of Love.
الجو حار بالخارج
لطالما ارتبط التسوق في الشرق الأوسط بعادات وتقاليد مستهلكيه، الذي يأخذ طابعاً إجتماعياً خاصاً. حيث لا يزال العديد من المستهلكين يفضلون مراكز التسوق التقليدية لأنها أماكن مكيفة الهواء ونظيفة وممتعة، وهي بالإضافة لخيارات التسوق فإنها توفر خيارات التسلية والترفيه وتناول الطعام لأفراد العائلة ولمجموعات الأصدقاء الذين يلتقون تحت سقف واحد، كما أنها تظل مفتوحة حتى وقت متأخر (مراكز التسوق مفتوحة حتى منتصف الليل في الإمارات العربية المتحدة)، على سبيل المثال. وتلك عوامل لا يمكن أن تجاريها التجارة الإلكترونية.
على الرغم من العديد من العقبات، تواصل التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نموها بمعدلات عالية. ويعد شراء أمازون لسوق دوت كوم في العام 2017 دليلاً آخر على أن عالم الأعمال يراقب إمكانات التجارة الإلكترونية في العالم العربي. وكما في أي مكان آخر، فإن نجاحه قد يشعل تحولاً ثقافياً في المنطقة.