تطور سلسلة التوريد العالمية

هل أنت من الوافدين الجدد على ساحة التجارة العالمية؟ ربما توسع نشاطك التجاري خارج الحدود الوطنية لأول مرة فبدأت تربكك قليلاً احتمالية الانتقال من شبكة لوجستية محلية إلى شبكة تمتد عبر المحيطات. أو ربما أنت مشارك في شركة جديدة للتجارة الإلكترونية وأوشكت أن تدخل السوق العالمي عبر الإنترنت.

إذا لم تكن تعلم عن اعتماد التجارة العالمية على سلاسل التوريد المعقدة  فقد يفيدك معرفة القليل عن تاريخ تطورها, وفهم الفوائد والتحديات التي يمكن أن تواجهها مؤسستك في المستقبل.

سنقدم لك طريقة سريعة ومريحة للقيام بذلك في هذه المقالة. لا يمكن لبضع دقائق من القراءة أن تصنع منك خبيرا, ولكنك بالتأكيد ستتعرف على أساسيات العولمة وإدارة سلسلة التوريد.

اتحاد شروط عولمة سلسلة التوريد

شهدت طريقة عمل سلاسل التوريد تغيرات كثيرة في العقود الماضية. كانت سلاسل التوريد بسيطة و قصيرة لكنها في يومنا هذا أصبحت تتضمن نقل المواد الخام والمكونات والسلع حول العالم عن طريق البر و الجو و المحيط و السكك الحديدية.

و كادت سلاسل التوريد المعقدة هذه تنهار لولا التطورات السريعة في التكنولوجيا التي تساعد في الحفاظ على أنظمتها. بالإضافة إلى أن بيئة التجارة العالمية التي اعتادت مجتمعات العالم عليها سوف تتدهور بسرعة دون دعم من سلاسل التوريد المتطورة.

لفهم تأثير العولمة على سلسلة التوريد بشكل أفضل ، يجب علينا تحديد و فهم المصطلحين.

العولمة

ببساطة, العولمة هي حرية حركة الخدمات والسلع والأشخاص في جميع أنحاء العالم.

سلاسل التوريد

يمكننا أن نقول عن سلسلة التوريد انها شبكة المشترين والبائعين والمنظمات والموارد والتكنولوجيا المشاركة في إنتاج وبيع وتوزيع السلع والخدمات.

لمحة سريعة عن تاريخ العولمة

على الرغم من أن الطريقة المعتادة لممارسة التجارة هي إنتاج البضائع وبيعها محليا إلا أن بعض التجار انخرطوا في التجارة عبر الحدود منذ زمن بعيد.

إرسال البضائع عبر الحدود عبر طرق مثل طريق الحرير كانت بطيئة ومكلفة و مليئة بالمخاطر. استمرت التجارة على هذا الوضع حتى قدوم الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر و تغيرها لكل شيء.

بعد اختراع القطار البخاري وسفن الشحن والاتصالات البرقية ومحركات الاحتراق الداخلي, انفتحت الأسواق الدولية وأصبح العالم مكانًا أصغر. 

لم يكن أمام سلسلة التوريد خيار سوى التكيف مع هذه العولمة. و في منتصف التسعينات انتقل التصنيع إلى بلدان تحتوي على الكثير من الموارد الطبيعية واليد العاملة الرخيصة. أصبحت ممارسة إنتاج جميع المكونات في مصنع واحد بالية. ففي يومنا هذا ليس من الغريب العثور على سيارة مكونة من أجزاء مُصنعة في عدة بلدان مختلفة.

بفضل النقل الجوي والبحري السريع وبدعم كبير من الإنترنت, أصبح العالم سوقًا تجاريًا معولمًا, مما جعل إدارة سلسلة التوريد أمر في غاية التعقيد.

إيجابيات وسلبيات عولمة سلسلة التوريد

تتمتع سلسلة التوريد العالمية بالعديد من الفوائد و لكنها ليست خالية من العيوب. عبور الحدود ليس أمرا مناسب لجميع أنماط التجارة.

فوائد عمليات سلسلة التوريد العالمية

دخول أسواق جديدة: تجلب التجارة الإلكترونية المعولمة فرصًا للاستفادة من الأسواق الدولية وإمكانية الوصول إلى آلاف المستهلكين الجدد.


الحصول على موارد إضافية: تتيح لك العولمة فرص عديدة لتأمين العمال المهرة والمواد الخام والمنتجات من مناطق بعيدة.


تخفيض التكاليف: إذا كنت مرتبطًا بسلاسل التوريد العالمية فمن المحتمل جدًا أن تجد طرقًا لخفض نفقات الشحن وتكاليف اليد العاملة, خاصة عندما يتعلق الأمر بشراء المواد والتصنيع بالاستعانة بمصادر خارجية.


العروض الموسعة: يمكنك زيادة نطاق المنتجات أو الخدمات التي تقدمها لزبائنك عبر استكشاف فرص توريد عالمية.


حافز لتحسين جودة العمل: بمجرد دخولك على الساحة الدولية لن يكون لديك خيار سوى تنفيذ ممارسات تجارية أفضل لمواكبة منافسيك. قد يبدو هذا الأمر سلبيا إلا أن المنافسة ستحقق نتائج مفيدة لمؤسستك إن استطعت استغلالها.


فرصة أكبر للبقاء على قيد الحياة: إذا كنت تعمل في سوق واحد فقط فإن هزة اقتصادية في هذا السوق يمكن أن تقضي على عملك. أما إذا امتدت عملياتك إلى عدة مناطق في بلدان متعددة ، فقد تكون قادرًا على امتصاص الصدمة.


التحديات التي تواجهها سلسلة التوريد العالمية

تواجه العولمة وإدارة سلسلة التوريد بعض التحديات الصعبة. سنعدد خمسة منهم:

1. زيادة المنافسة: إذا كنت تقدم منتجًا معينًا في سوق أجنبية تأكد من أن مئات الشركات الأخرى تقدم نفس المنتج لنفس المجموعة من المستهلكين. لذا يجب أن تكون سلسلة التوريد الخاصة بك مرنة وفعالة قدر الإمكان.

2. ضغط أكبر لتقديم الخدمات: إذا فشلت في تقديم خدماتك في سوق عالمي ، هناك الكثير من الشركات الأخرى مستعدة للتدخل و أخذ مكانك. إذا لم تقدم خدماتك بشكل صحيح في المرة الأولى وفي كل مرة بعد ذلك سينظر الزبائن اليك بشكل سلبي وستكون كل أعمالك الشاقة وأبحاثك المتعمقة بلا فائدة.

3. تعقيد أكبر لسلسلة التوريد: مواجهة تحديات سلسلة التوريد في بلدك أو منطقتك أمر صعب ولكنه يزداد صعوبة عندما تدخل إلى الساحة الدولية فهناك مجموعة من المشكلات الإضافية التي يجب متابعتها والعمل على علاجها. هذه المشاكل تشمل:

الاختلافات اللغوية


 قواعد وأنظمة التجارة التي يصعب فهمها


 اختلاف العملة


 اختلاف المناطق الزمنية


 الاختلافات الثقافية


 الاختلافات في أخلاقيات العمل


 قد يكون الدخول في شراكة مع شركة لوجستية محلية أمر مفيد عند الدخول إلى أسواق جديدة فهي قادرة على علاج هذه المشكلات نيابة عنك.

4. زيادة مخاطر سلسلة التوريد: نقل البضائع عبر الحدود أكثر خطورة من نقلها إلى الأسواق المحلية. قد تؤدي أحداث مثل توقف الموانئ وإغلاق الحدود والاضطرابات والكوارث الطبيعية والصراعات السياسية والحروب والأوبئة إلى تعطل البضائع الخاصة بك لأسابيع  أو شهور.

5. صعوبات جمع البيانات: تزداد صعوبة الإشراف و جمع البيانات نسبيا مع انتشار سلسلة التوريد الخاصة بك حول أنحاء العالم.

تأثير كوفيد على العولمة

في ذروة انتشار كوفيد-19 في 2020 ، توقع العديد من الاقتصاديين أن نهاية العولمة قريبة. تم إغلاق الحدود وأعلن حظر التجوال وتم تقييد السفر وتباطأت الحركة الدولية للسلع والخدمات بشكل كبير.

أظهرت دراسة أجرتها Harvard Business Review أن التجارة العالمية في السلع تراجعت في بداية انتشار الوباء لكنها ارتدت بحلول نهاية عام 2020 إلى مستويات أعلى من مستويات ما قبل الوباء. و كان هذا الانتعاش بفضل ارتفاع الطلب على السلع.

وجدت الدراسة أن احتمال التراجع الواسع في التجارة الدولية قليل. لكن اضطرابات سلسلة التوريد التي حدثت أثناء الوباء والمخاوف بشأن المستقبل ما بعد كوفيد دفعت الشركات متعددة الجنسيات إلى اتباع الإجراءات التالية:

الانتقال من مورد أو بائع وحيد إلى موردين و بائعين متعددين للتخفيف من مخاطر التوريد


إعادة التصنيع إلى البر


الاستفادة من شركات الخدمات اللوجستية للتعامل مع الخدمات اللوجستية في مختلف المناطق التي تعمل فيها


إعادة ترميم سلاسل التوريد لجعلها أكثر مرونة


اللجوء إلى التكنولوجيا لإيجاد الحلول.


مستقبل العولمة

يتفق الاقتصاديون عادةً مع الفرضية القائلة بأن تدفق السلع والخدمات والأشخاص ورأس المال سيستمر عبر الحدود في المستقبل على الرغم من الأوبئة والصراعات الإقليمية ، والسبب في ذلك يعود إلى الاقتصاد فحسب.

يمكن لاستراتيجيات سلسلة التوريد الدولية أن تقلل من تكاليف الأعمال بشكل كبير. من المتوقع أن تستمر هذه الحالة على الرغم من الضغط البيئي على الشركات للحصول على مصدر محلي.

على الرغم من الصدمة التي تسبب بها كوفيد لكن فرق إدارة الأعمال مازالت تهتم بالأرباح قبل أي شيء آخر. وأفضل طريقة لزيادة الأرباح هي الحصول على السلع والخدمات واليد العاملة بأسعار معقولة - أينما كانوا في العالم.