كيف تؤثّر خدمة التسليم في نفس اليوم على واقع التجارة الإلكترونيّة
يزداد تهافت المتسوّقين عبر الإنترنت في عام 2024 إلى مواقع التجارة الإلكترونيّة التي تقدم تجربة تسوّق سريعة وشخصية واستثنائية، ويتخلّون عن تلك التي لا تقدّم مثل هذه الخدمات، وهو مما لا مفرّ منه.
لذلك؛ أصبحت الآن خدمة التسليم في نفس اليوم هي الأمر المتوقّع، معظم المستهلكين على استعداد لدفع المزيد لاستلام طلباتهم في غضون ساعاتٍ من تقديمها، لتصبح بذلك هذه الميزة عاملاً يغيّر من مجال التجارة الإلكترونيّة بشكلٍ كبير.
هذا التحوّل لم يحدث بين عشيةٍ وضحاها؛ بل هو قوّة تحويلية تعيد تشكيل الطريقة التي تعمل بها الشركات، وما يتوقعه المستهلكون من تجربة التسوّق عبر الإنترنت.
في هذه المدونة، سنلقي نظرة على لوجستيات التجارة الإلكترونيّة، والأثر العميق لخدمة التسليم في نفس اليوم عليها، وكيف يمكن للمؤسسات تلبية احتياجات عملائها على الفور.
العوامل الموجّهة لخدمة التسليم في نفس اليوم
فيما يلي، العوامل الرّئيسة التي تقود الاتجاه التحوّلي لخدمة التسليم في نفس اليوم:
مولّدات الرضا الفورية
لم يعد انتظار وصول الطرد لوقتٍ طويل أمراً مقبولاً للعديد من المستهلكين، وخاصةً جيل Z وجيل ألفا؛ ففي هذا العالم المتسارع، يتوقّع العملاء أن يحصلوا على فورية المتاجر الفعلية ذاتها أثناء التسوّق عبر الإنترنت. وتأتي هنا خدمة التسليم في نفس اليوم لتلبي هذه الحاجة.
خذ بعين الاعتبار نتائج استطلاع أُجري في بداية 2024 من قبل شركة Invesp الاستشارية، ومقرها الولايات المتحدة:
- نسبة المتسوّقين الذين يريدون الشحن في نفس اليوم: 80%
- نسبة المستهلكين عبر الإنترنت الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، ويتوقعون الشحن في نفس اليوم: 56%
- نسبة المتسوّقين الذين يرغبون في وصول الطرود خلال 1-3 ساعات من تقديم طلبهم: 61%
- نسبة المستهلكين الذين يقولون إنهم سيتسوّقون عبر الإنترنت إذا كان هناك خيار التسليم في نفس اليوم: 49%
- نسبة المتسوّقين عبر الإنترنت الذين يقولون إنهم على استعداد لدفع المزيد مقابل خدمة التسليم في نفس اليوم: 61%
- نسبة المتسوّقين عبر الإنترنت الذين قد يتخلّون عن طلباتهم إذا لم يكن هناك خيار التسليم في نفس اليوم: 25%
من خلال توفير خيار التسليم شبه الفوري، يمكن لشركتك تلبية حاجة الإرضاء الفوري، بالإضافة لرفع نسبة رضا العملاء وولائهم. ميزة تنافسيّة
لا تُعد خدمة التسليم في نفس اليوم مجرد وسيلة راحة للعملاء، بل إنها أيضاً ميزة تنافسية لمؤسستك.
وفقاً لتقرير شركة McKinsey للاستشارات الإدارية، تُمثّل خدمة التسليم في نفس اليوم أقل من 5% من سوق البريد السريع والطرود (CEP) على المستوى الدولي، بما في ذلك الشرق الأوسط. وينخفض هذا الرقم إلى 1% في فرنسا وألمانيا، بينما يرتفع في الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا إلى ما بين 2% و 3%. أمّا الصين فتتصدر الطريق، حيث تُقدّم 4% من الشركات المعنية ببرنامج (CEP) خدمة التسليم في نفس اليوم.
ومن خلال توفير هذه الخدمة، يمكنك جعل عملك متميّزاً في سوق التجارة الإلكترونيّة المزدحم، كما توفّر لك وصولاً مباشراً إلى مجال ينمو بشكل متسارع.
يكشف بحث أجرته 360 Market Updates، أن حجم السوق العالمي لخدمة التسليم في نفس اليوم قُدر بـ 6446.49 مليون دولار أمريكي في عام 2022، وسيصل إلى 13,262.52 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركّب قدره 12.78٪.
وبالتالي، يمكن للميزة التنافسية لخدمة التسليم في نفس اليوم أن تزيد الإيرادات، وتجذب عملاء جدد، وتحتفظ بالعملاء الحاليين، وتضع شركتك في موقعٍ ريادي بمجالها.
تجربة عملاء مُحسّنة
دعونا نربط ما ورد أعلاه بتجربة العملاء في التجارة الإلكترونيّة. عند طلب منتج ما عبر الإنترنت، قد يصادف المتسوّق موقعاً إلكترونيّاً سهل الاستخدام، يحتوي على أوصاف وصور واضحة للمنتج، وعملية الدفع فيه سهلة دون تكاليف إضافية مفاجئة، بالتالي تجربة التسوّق الخاصة به ستكون إيجابية حتماً. فكم سيُسعد أيضاً عندما يتم تسليم السلعة بعد ساعاتٍ فقط، تماماً كما طلبها وبحالةٍ ممتازة؟
في معظم الأوقات، سيكون هذا كافياً لتحويل المتسوّقين إلى عملاء دائمين يمتلكون ولاءً عميقاً للعلامة التجارية. والعكس هو الصحيح عندما تكون تجربة التسوّق عبر الإنترنت محبطة، ويتأخر التسليم باستمرار.
إذاً الدرس المستفاد هنا، هو أنّه عندما تصبح التجارة الإلكترونيّة أكثر تنافسية وفي حالة تشبّع السوق، فإن إعطاء الأولوية لتجربة العملاء من خلال التسليم السريع يمكن أن يكون عامل تميّز رئيسي للشركة.
التحديات التي تواجه خدمة التسليم في نفس اليوم
في حين أن فوائد خدمة التسليم في نفس اليوم واضحة، إلا أنّها تأتي مع مجموعةٍ من التحديات الخاصة بها، مثل التعقيدات التشغيلية، والآثار المترتبة على التكلفة المرتفعة، والحاجة إلى بنية تحتية لوجستية قوية.
وفقاً لتقرير شركة McKinsey، يمكن فقط لشركات التجزئة التي تتمتع بأعلى حصة سوق في بلدٍ ما، تقديم خدمات التسليم في نفس اليوم على نطاقٍ واسع بسبب الاستثمار في إنشاء خدمة لوجستية ديناميكية.
ولكن حتى بوجود هذه الاستثمار، تبقى المدن الكبيرة وحدها القادرة على توليد ما يكفي من حجم الطلب والعرض المناسبين لتبرير تقديم خدمات التسليم في نفس اليوم، وبذلك يصبح عدد الشركات التي تُقدّم هذه الخدمات قليل جداً على المستوى الوطني بسبب الاستثمار الضخم في البنية التحتية المطلوبة لخدمة المناطق خارج المدن الكبرى.
خلُص التقرير إلى أنّ عدداً قليلاً جداً من تجار التجزئة حول العالم يعملون على نطاقٍ يمكّنهم من تشغيل عملياتٍ لوجستية هيكلية، ناهيك عن تفعيل خدمة التسليم في نفس اليوم.
تلبية حاجات العملاء
نظراً لتعقيدات تقديم خدمات التسليم الفوري عند الطلب، ابتكرت العديد من شركات التجارة الإلكترونيّة وسائل بديلة لتلبية طلبات العملاء بشكلٍ فوري. دعونا نلقي نظرةً سريعة على بعضٍ منهم.
١. إنشاء مراكز تلبية طلبات العملاء
يعمل بعض تجار التجزئة على تقريب المنتجات من عملائهم عبر إنشاء شبكات لا مركزية لمراكز تلبية الطلبات، تضم سلسلة من المراكز الأصغر في المناطق الحضرية.
٢. إمكانية حصول العميل على الطرد بشكلٍ شخصي
بموجب هذه النظام، يطلب العملاء البضائع عبر الإنترنت، ولكن يمكنهم استلامها بأنفسهم من متاجر البيع بالتجزئة أو من أقرب نقطة خلال ساعات من طلبها.
٣. إنشاء المتاجر المظلمة
المتاجر المظلمة هي مرافق للبيع بالتجزئة تشبه محلات السوبر ماركت العادية ولكنها مغلقة أمام الناس. تُستخدم لتخزين البضائع فقط تلبيةً لطلبات العملاء عبر الإنترنت.
لإلقاء نظرة متعمقة على كيفية عمل المتاجر المظلمة في بيئة حضرية، اقرأ مدونتنا حول هذا الموضوع.
٤. التشارك في المستودعات
في حين لا تستطيع جميع شركات التجارة الإلكترونيّة تحمّل تكاليف إنشاء مستودع خاص لها، يمكن للعديد منها استئجار مساحة في مراكز تلبية طلبات العملاء التي تديرها شركات أكبر. وبموجب هذا الترتيب، يمكن للأتمتة المتطوّرة في المركز أن تعزّز بشكلٍ كبير قدرة المستأجرين على تقديم خدمة التسليم في نفس اليوم.
٥. الاستعانة بمصادر خارجية مثل شركات (3PL)
ظهرت شركات تعهيد الخدمات اللوجستية (3PL) للاهتمام بجانب التسليم في أنشطة الشركات؛ فبفضل أساطيل من المركبات وفرق السائقين، يمكنهم الاعتناء بشكلٍ جيد بعمليات التسليم في نفس اليوم وحتى عند الطلب.
تمتلك بعض شركات الخدمات اللوجستية، مثل Shipa Delivery، شبكاتٍ واسعة تسمح لها بإجراء عمليات تسليم سريعة على نطاقٍ إقليمي.
للحصول على مثال لكيفية قيام شركات تعهيد الخدمات اللوجستية بتحسين الأعمال لشركات التجارة الإلكترونيّة بشكلٍ كبير، اقرأ مدونتنا حول طرق نقل السلع الاستهلاكية سريعة التداول بشكلٍ أسرع.
بديل خدمة التسليم في نفس اليوم
إذا لم تكن قادراً على تحمّل تكاليف الموارد اللوجستية المتطوّرة اللازمة لتفعيل خدمة التسليم في نفس اليوم، فلا يزال بإمكانك تمييز نفسك عن منافسيك من خلال تقديم خدمة التسليم في اليوم التالي أو خدمة التسليم على مدار 24 ساعة.
ليس كل المستهلكين على استعداد لدفع سعر أعلى مقابل تسليم بضائعهم في نفس اليوم، ولكنهم قد يختارون بديلاً أرخص يوصل طلباتهم إليهم في غضون 24 ساعة. مع توفّر المزيد من الوقت لتنظيم عمليات التسليم المجمّعة، يمكن لمديري النقل استخدام برامج تحسين المسار لتخطيط مسارات تسليم أكثر كفاءة، كذلك خفض تكاليف الوقود وتقليل عدد المركبات على الطرق - كلها عوامل رئيسية في التسليم المستدام.
مستقبل خدمة التسليم في نفس اليوم
على الرغم من التحديات التي تفرضها لوجستيات خدمة التسليم في نفس اليوم، لكن لا مجال للعودة بالزمن. إن تزايد انتشار هذه الخدمة ليس مجرد اتجاه، بل هو قوّة تحويلية تعيد تشكيل التجارة الإلكترونيّة.
تشمل الفوائد التي تعود على الشركات، كما هو موضّح أعلاه، زيادة رضا العملاء وولائهم للعلامة التجارية، وتقليل نسبة التخلّي عن الطلبات، وميزة تنافسيّة أكثر فاعلية؛ بحيث ستصبح المنافسة أكثر شراسة مع انتشار التكنولوجيات الناشئة في مجال الخدمات اللوجستية في الميل الأخير، مثل طائرات التوصيل بدون طيار، والروبوتات، والمركبات ذاتية القيادة، من أجل التسليم بشكلٍ أسرع. لماذا لا تتشارك مع شركة (3PL)؟
بعد النظر في فوائد النمو الحتمي لخدمة التسليم في نفس اليوم، والعوائد التجارية المجدية له، لماذا إذاً لا تميّز شركتك عن الباقي عاجلاً وليس آجلاً؟
يمكنك القيام بذلك من خلال الشراكة مع شركات تعهيد الخدمات اللوجستية (3PL) مثل Shipa Delivery. نحن نقدّم مجموعة شاملة من خيارات التسليم لمشغلي التجارة الإلكترونيّة، بما في ذلك خدمة التسليم في نفس اليوم، ولدينا شبكة لوجستية موسّعة تغطّي منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، مع مستودعات ضخمة في دبي والكويت.
لمعرفة المزيد حول ما يمكننا تقديمه لمساعدتك في تمييز مؤسستك بالكفاءة والسرعة الفائقة في التسليم، تواصل معنا وتحدّث مع فريقنا.