مخاطر التأخر في دخول عالم التجارة الإلكترونية
العلامات التجارية التقليدية تختفي، حسبما ذكرت MSN حيث أقفلت مجموعة من العلامات التجارية الأمريكية الشهيرة والعريقة متاجرهـا أمثال سيرز Sears وتويز آر أس Toys R Us ، بينما آخرون مثل بائعي الملابس H&M يحاولون جاهدين الاستمرار. فما السبب وراء ذلك؟ السبب يكمن في تخلف هذه العلامات عن مواكبة التطور وتأخرها في دخول عالم التجارة الإلكترونية الذكي وعدم نجاحها في تطبيقها، حيث استمرت باستخدام العمليات اللوجستية القديمة بينما المنظمات الأخرى التي كانت السباقة لبيع منتجاتها من خلال الإنترنت كانت تندفع للأمام.
لكن لازالت الفرص سانحة، لاسيما في الأسواق النامية مثل منطقة الشرق الأوسط. ووفقاً لما ذُكر في لكن لازالت الفرص سانحة، لاسيما في الأسواق النامية مثل منطقة الشرق الأوسط. ووفقاً لما ذُكر في "Multichannel Merchant"، فقد زاد حجم المبيعات عبر الإنترنت ليحقق نسبة 1500% داخل المنطقة خلال العقد الماضي، بينما تُشير "Forbes" إلى أن الإمارات العربية المتحدة وحدها مسئولة الآن عن تحقيق ما يقرب من 10 مليار دولار إنفاق من خلال الإنترنت كل عام.
كيف تقوم الشركات بإدخال تعديلات على استراتيجياتها في التجارة الإلكترونية واللوجستية لانتهاز الفرص الإلكترونية وتجنب التأخير في استخدام الإنترنت.
الأسواق النامية
تُشير البيانات إلى نمو جوهري في مجال التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – حيث ذكرت "The National"، أن الخبراء يتوقعون أن يُحقق معدل النمو السنوي المركب نسبة 16.4% خلال الثلاث سنوات ونصف القادمة ليسجل قيمة سوقية قدرها 48.6 مليار دولار مقارنة بعام 2018 التي تُقدر بقيمة 26.9 مليار دولار.
لكن البيانات التي تتعلق بالإيرادات تُخبرنا جزء من القصة. فكما ذكرت Gulf Business"" أن السلع الفاخرة تسلك طريقها في اتجاه سوق التجارة الإلكترونية بالشرق الأوسط بشكل متزامن مع السرعة في استلام المستهلكين لسلعهم بفضل حرفية متخصصي التسليم الرقمي.
وجدير بالذكر أن كلاً من شركة " "Shipaوشركة " "Ounass للشحن والتوصيل، يعتبران شركاء فاعلين لمواقع التجارة الإلكترونية العالمية والإقليمية والمحلية ويتسمان بازدواجية اللغة (الإنجليزية والعربية)، وتقدم كل منهما خيارات متعددة للتسليم سواء في نفس اليوم، أو في اليوم التالي، أو خلال 48 ساعة من تقديم الطلب داخل الإمارات العربية المتحدة، وأيضاً في بلدان أخرى ضمن مجلس التعاون الخليجي.
العودة للمتاجر التقليدية
اتجاهٌ آخر يؤثر على نشوء العلامات التجارية التي تخص التجارة الإلكترونية في سوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتمثل في افتتاح المتاجر التقليدية. فبينما يبدو الأمر أنه من غير البديهي أن تُشير عدد من المقالات إلى نهاية متاجر التجزئة وتفوّق التسوق الإلكتروني، حيث أشارت " "Inc إلى أن علاماتٍ تجارية مثل ""Amazon، "Warby Parker"، و""Bonobos يرون نجاحهم في مواقع المتاجر الفعلية والتي سبق أن شغلتها المتاجر متعددة الفروع.
ما هو وجه الاختلاف؟
تُدرك العلامات التجارية الأُولى في استخدام الإنترنت أهمية مقابلة عملائهم أينما كانوا وأن تقدم لهم علامات تجارية قوية ومعروفة يمكن للعملاء تمييزها في جميع وسائل تواصلهم مع العميل. فببساطة، يُدرك أصحاب تلك العلامات التجارية أن المستهلك هو من أولوياتها كفردٍ عوضاً عن أي مجموعة، كما تتفاعل مع عملائها بطريقة تُبرز قيمة واحترام واضحين.
وبالأخذ في الاعتبار " "Amerisleepإحدى العلامات التجارية المتخصصة في التجارة الإلكترونية، والتي تقوم ببيع المراتب ومستلزماتها. والتي تأسست عام 2010، وافتتحت أول فرع لها للبيع بالتجزئة عام 2017، اكتشفت أن شهرة العلامة التجارية بالإضافة إلى وجود فريق مبيعات ذو مهارة عالية جعلها تحقق مبيعات بالمتاجر التقليدية أعلى من مبيعاتها من خلال الإنترنت. وكما ذكرت AdWeek""، تُخطط الشركة الآن إلى توسعة نطاق عملها إلى خارج حدود الولايات المتحدة لتمتد إلى أستراليا، وجنوب أفريقيا، والشرق الأوسط.
تَبَنّي التقنيات الإلكترونية
بالنسبة لبعض العلامات التجارية التي تسعى إلى الحفاظ على مستواها التنافسي داخل السوق الإلكتروني والنجاح في المناطق سريعة النمو مثل الشرق الأوسط، فمن الهام جداً أن تسعى لتطبيق استراتيجيات جديدة تُراعي التركيبة السكانية وسلوك المستهلكين ممن برعوا في استخدام التكنولوجيا.
وكما ذكرت ""Forbes، على سبيل المثال، أن 49% من المتسوقين في الإمارات العربية المتحدة قاموا بشراء أجهزة محمولة من الخارج السنة الماضية. جديرٌ بالذكر أيضاً أن 60% من سكان الإمارات العربية المتحدة لم يتجاوزوا 31 عاماً، وفي المملكة العربية السعودية 75% من سكانها لم يتجاوزوا 35 عاماً. النتيجة هي أن قاعدة العملاء يسهل الوصول إليها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وأن الأغليبة يستخدمون الأجهزة المحمولة الذكية بسهولة، ويمنحنون ولاءهم للعلامات التجارية التي تستجيب لمتطلباتهم واحتياجاتهم بصورة سريعة والتي تتسم بالمرونة في تعاملها، الأمر الذي يُسهل إمكانية الحصول على المنتجات أو الخدمات إلكترونياً عند الطلب. عملياً، ما هو المقصود من هذا الأمر فيما يتعلق بإيجاد حل للتجارة الإلكترونية؟ الحل يجب أن يكون من خلال تطبيقات الهواتف المحمولة الذكية بدلاً من ازدواجية المواقع الإلكترونية والتي تعمل على الحواسيب المكتبية – حتى وإن لم تعمل كافة العناصر بصورة سليمة لتُناسب الأجهزة المحمولة والتي لن تُفقِدها وظائفها المتوقعة، فإن المستخدم لن يتأثر حينها وسيواصل استخدامه للتطبيق.
أيضاً من الأمور الهامة هي التخصيص؛ يجب على العلامات التجارية أن تستعين بمزودي خدمات التجارة الإلكترونية ممن لهم القدرة على عرض المنتجات على المستخدمين والتي يُمكن توفيرها في مناطقهم، وكذلك تسعيرها باستخدام العملة المحلية الخاصة بهم. حيث أن أقصر الطرق لمحو السمعة الطيبة يكمن في تقديم معلومات غير كاملة أو غير مناسبة تتعلق بالتسعير وخلافة، فعلى سبيل المثال، لا يمكنك أن تخبر المستخدمين أن خدمة التوصيل غير متوفرة لمناطقهم بعد أن يكونوا قد اختاروا ما يرغبون به ووضعوها في سلة المشتريات.
الإستفادة من الخدمات اللوجستية
كذلك يُقدم سوق الشرق الأوسط خدمات لوجسيتية تتسم بالمهارة. فكما ذكرت "Forbes Middle East Technology" في تصريح للسيد Dillip Rajagopal: " أن الخدمات اللوجستية والنقل في منطقة الشرق الأوسط لازالت تعمل بالطرق التقليدية. وأن السوق مشتت للغاية، بالإضافة إلى وجود الكثير من مواطن الضعف." حيث أن نقل البضائع يمر عبر العديد من المراكز الحدودية، بالإضافة إلى تشعب عمليات استخراج الوثائق الجمركية، وهو أمر معقد في أفضل حالاته وكارثي في أسوأ حالاته. وللتغلب على ذلك، يجب على الشركات أن تجد سبل أخرى لتحسين صورة الخدمات اللوجستية وتخفيض إجمالي التكاليف. وذلك وفقاً لدراسة قامت على تنفيذها PayPal" في الآونة الأخيرة تفيد أن نسبة 49% من المتسوقين في الإمارات العربية المتحدة يميلون للتسوق من الخارج عبر المواقع والتطبيقات الإلكترونية.
بالنتيجة فإن القدرة على إدارة التكاليف الباهظة "لمرحلة التسليم الأخيرة" في بلدان الشرق الأوسط، والتي عادةً تُقدر بنسبة تتراوح بين 28 و32 % من إجمالي التكاليف اللوجستية، وتبني حلول لوجستية تستخدم تطبيقات الهواتف الذكية المحمولة التي تعمل على شبكات الجيل الثاني والثالث والرابع وتقوم بتخزين البيانات بدون الاتصال بالإنترنت، يجعلها قادرة على الوصول إلى التحديثات المتعلقة في تحديد مواقع الشحن، كذلك إمكانية إبلاغ العملاء بأي معلومات تتعلق بالتأخير في مراحل التحميل أو التفريغ أو التسليم عبر للحدود والخارج عن إرادة التاجر.
الاستمرار في المتابعة
لا تستطيع الشركات الصمود إن تلكأت في دخول سوق التجارة الإلكترونية في مناطق مثل الشرق الأوسط التي تشهد اتساعٍ متزايد في هذا المجال. فمع نزوح المتاجر الإلكترونية الآن إلى افتتاح متاجر تقليدية وعودة ظهور متاجر السلع الفاخرة خاصة في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإنه من الأهمية بمكان أن تقوم العلامات التجارية بتطبيق حلول التجارة الإلكترونية القابلة للتكيف ومسايرة العصر والعمل على تأسيس الشراكات مع مقدمي الحلول اللوجستية المتطورة تلبية للطلب المتزايد.